تغيير العملات

مجموعة زهير مراد لموسم ما قبل خريف 2021

كانت هذه المجموعة مفعمةً بحيوية صراع التناقضات المتجاورة، حيث احتفل زهير مراد بأناقة وجمال قوة الأنثى وأمتعنا بتناقض اللون، ربما هذا النوع من التضاد هو ما جعل من المجموعة إحدى أجمل مجموعات زهير مراد.
مختارات من متجر شيك هانم - تسوقي الآن

بين إبداعات رالف لورين وكريستيان ديور وأزياء فالنتينو ولويس فيتون وغيرهم من أعلام الموضة، شق زهير مراد طريقه من لبنان نحو العالمية، وبعد اثنين وعشرين عاماً من إطلاق مجموعته الأولى في روما، عاد زهير مراد في موسم ما قبل خريف 2021 بأروع التصاميم.

منذ أولى لحظات انطلاقه في عالم الموضة، حرص زهير مراد على تقديم أفضل ما بجعبته لجمهوره الذي ينتظر عروضه في كل موسمٍ بفارغ الصبر، وكما جرت العادة قدم لنا زهير مراد في هذا الموسم مجموعةً من الأزياء المميزة التي تضع الفنان أمام فرصة تحدي نفسه مرةً أخرى.

بعد أن أدهشنا هذا الفنان في عام 2020 بتصاميم مفعمةٍ بالأمل والحيوية وتضج بتقنياتٍ جماليةٍ وفنيةٍ أذهلت الجمهور الذي انتظرها طويلًا، عاد إلينا زهير مراد بمجموعةٍ من التصاميم المميزة لموسم ما قبل خريف 2021.

وقد روت لنا تصاميم زهير مراد لعام 2020 مجموعةً من القصص المذهلة التي تتراوح بين الروح الإسبانية التي طغت على مجموعة الأزياء الجاهزة لربيع 2020 وسحر عشرينيات القرن الماضي في مجموعة ما قبل الخريف لعام 2020، وجمال تفاصيل مجموعة خريف 2020، وقد اكتمل هذا العام بمجموعة عرائس زهير مراد لخريف 2020 حيث كانت هذه المجموعة هي الأكثر سحراً وروعةً لهذا العام، مما تركنا مع العديد من الآمال والتطلعات لعام 2021.

مجموعة ما قبل خريف 2021

بدأ الفنان زهير مراد هذا الموسم باكتشاف العلاقة بين الرقص والموضة في تصاميمه، انطلاقاً من الفكرة الأساسية التي تنص على أن الحركة هي جوهر هذه الثنائية الساحرة موضحاً كيف أن الموضة في تغيرٍ دائمٍ يتناغم مع حركة الجسد اللامنتهية والمستمرة.

 اتخذ زهير مراد من راقصة الباليه الروسية المتألقة “مايا ميخائيلوفنا بليسيتسكايا” مصدر إلهامٍ عظيمٍ استمده من حركتها الأنيقة واللطيفة المفعمة بالأنوثة والقوة والسحر، كما وجد في أعمال المصورة الأمريكية “ديبرا تيربفيل” مصدراً آخر لذلك الإلهام، حيث يعزى لهذه المصورة إضفاء بعض السوداوية على مجال تصوير الموضة بعد انطلاقها في هذا المجال في سبعينيات القرن الماضي، وقد كانت هذه الخطوة قفزةً كبرى في مجال التصوير.

قام زهير مراد في هذا العرض بترجمة رشاقة الراقصين إلى طبقاتٍ متموجةٍ من الدانتيل التقليدي، وحولها إلى لوحاتٍ تُجسد ثنائية الظل والنور باللونين الأبيض والأسود، كما لمس الجمهور إبداع الفنان في توظيف نعومة الحرير وخفته بجوار بنية التول والتافتا التي تتميز بقوتها وصلابتها وصولاً إلى سحر لمسات الترتر المطبقة بتقنية “ديفوريه” الأقرب للخيال.

أعاد زهير مراد إحياء ثمانينيات القرن الماضي بمزجه قصات الأكتاف مع الأكمام المنفوخة المزينة بالكشاكش والريش وتطعيماتٍ من الدانتيل، كما حرص على إعادة صياغة وتصميم ملابس الرقص الكلاسيكية من خلال استخدام مشداتٍ أنيقةٍ صُممت بإتقانٍ على فستانٍ قصيرٍ متدرجٍ.

كما لوحظ أثناء العرض ما قدمته اللوحات والرسومات المثبتة من تكريمٍ لرقص الباليه الباريسي المشهور من قِبل مؤسسة “باليه روس” في عشرينيات القرن الماضي، والتي استعرضت المرحلة التكعيبية و النظرة المستقبلية التي تميزت بها الفنانة ناتاليا كنشوروفا التي انتقلت إلى باريس للعمل لدى تلك المؤسسة منذ مائة سنة بالضبط.

تميز هذا العرض بشكلٍ خاص بتكرار تصميم البدلات السوداء من قماش التول الساحر على بناطيل سوداء رشيقة.

 كما تكررت الفساتين الطويلة باللونين الأبيض والأسود والمصممة من التول المزين بالريش والترتر. اعتدنا رؤية هذه التعقيدات الأنيقة في تصاميم زهير مراد، إلا أنه أمتعنا في هذه المجموعة بتصميم البرمودا في محاولةٍ لإضفاء بعض البساطة المطلوبة على الأزياء.

تميز هذا العرض بألوان الأبيض والأسود التي ظهرت إلى جانب عددٍ كبيرٍ من الأزياء، لتُضفي على العرض بُعداً يتجاوز عالم الموضة ليصل إلى تجاور المتضادين بطريقةٍ مذهلةٍ.

 كما رأينا مجموعةً من الأزياء باللون الأزرق والوردي والبيج، مزينةً بالنقوش والتعريقات والريش والترتر، وقد تجمعت هذه العناصر بطريقةٍ مذهلةٍ تنم عن إبداع المصمم وإتقانه لطرق إخراج هذه الأزياء.

أبدع الفنان زهير مراد بنقل تصوراته لهذا الموسم حيث ظهرت العارضات بأناقةٍ وتألقٍ رائعين، كما مزجت أزياء هذا الموسم بين أنوثةٍ طاغيةٍ وقوةٍ صارخةٍ.

 كانت هذه المجموعة مفعمةً بحيوية صراع التناقضات المتجاورة، حيث احتفل زهير مراد بأناقة وجمال قوة الأنثى وأمتعنا بتناقض اللون، ربما هذا النوع من التضاد هو ما جعل من المجموعة إحدى أجمل مجموعات زهير مراد.

ربما يَصعُب على البعض التأقلم مع ظروف المعيشة اللاحقة لجائحة كورونا، حيث تغيرت معالم الكوكب بأكمله، إلا أن الإبداع لن يتوقف، وهذا ما لخصه زهير مراد في إنتاجاته لعام 2021.
لقد أبدع الفنانون في هذا العام بإعادة الأمل بالحياة، رغم صعوبة التأقلم بعد الخسارة التي تكبدها العالم في ظل تلك الجائحة، فيبقى الهدف من الفن هو إيصال رسالة أملٍ تحكي قصة صمودٍ وتمدّنا بأملٍ جديدٍ في كل يوم.

تابعينا على صفحتنا على إنستغرام و فيسبوك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *