تغيير العملات

مجموعة ربيع وصيف 2021 من ألكسندر مكوين

مختارات من متجر شيك هانم - تسوقي الآن

يهدف الفن بكافة أنواعه إلى إبداع محتوى يصل إلى مختلف شرائح الجمهور، فمن منحوتات مايكل أنجلو إلى لوحات فان كوخ ومونيه وصولاً إلى أزياء كوكو شانيل وألكسندر مكوين، يصعب علينا إنكار ترابط وتداخل ما أبدعه الفن، بالرغم من اختلاف المدارس والأساليب التي اتبعها الفنانون في مختلف الفترات الزمنية.

بدأت رحلة ألكسندر مكوين في عمر السادسة عشر، عندما تخرج من مدرسته الإعدادية بشهادةٍ متوسطةٍ في الفن، حيث انتقل بعد ذلك إلى دراسة التصميم في جامعة نيوهام في لندن، وقد شق هذا الفنان المبدع طريقه إلى صناعة إرثٍ عظيم، حيث عمل كمصمم أزياءٍ في دار جيفينشي للأزياء قبل إطلاقه لمجموعة ربيع وصيف 2001 التي اشتهرت باسم VOSS ولعل هذه المجموعة هي التي مهدت الطريق لبناء إمبراطورية استمرت حتى بعد وفاته.

وبالرغم من موت ألكسندر مكوين المبكر، فقد استمرت دار ألكسندر مكوين للأزياء بتقديم العديد من المجموعات الرائعة التي خلدت ذكراه، كما سجلت هذه الدار نجاحاتٍ مبهرةٍ بإدارة مساعدته السابقة والمديرة الحالية لهذه الدار المصممة سارة بورتون، وكان فستان زفاف كيت ميدلتون، زوجة الأمير ويليام ودوقة كامبريدج من أهم تصاميم الفنانة المتألقة سارة بورتون.

أما عن إنتاجات دار ألكسندر مكوين للأزياء، فقد شهدنا مؤخراً إطلاق مجموعة ربيع وصيف 2021 على جزئين، حيث تم إطلاق مجموعة ربيع وصيف 2021 للنساء، وإلى جانبها مجموعة ربيع وصيف 2021 للرجال، حمل كلٌ من الجزئين روحاً ورسالةً تليق بالفنان والمؤسس للدار ألكسندر مكوين، كما أثبتت الفنانة والمديرة الحالية لدار ألكسندر مكوين جدارتها وإبداعها.

مجموعة ألكسندر مكوين ربيع وصيف 2021 للنساء

بوحيٍ من الواقع وقليلٍ من السينمائية المتقنة، نقل لنا المخرج جوناثان غيلزر مجموعة ربيع وصيف 2021 للنساء بطريقةٍ رائعةٍ تليق بما أبدعه فريق عمل دار ألكسندر مكوين للأزياء.

رفضت سارة بورتون إجراء أي مقابلاتٍ تتحدث فيها عن مجموعتها الجديدة، لكنها عبرت في بعض التصريحات عن رغبتها في تصوير النقاء والبساطة بتطرفٍ شديدٍ، وهذا ما نلاحظه في تصميمها لملابس ببنيةٍ قاسيةٍ وحادةٍ، كما أشارت إلى أنها تقصدت ملامسة جوهر الملابس للوصول إلى أقصى ارتباطٍ بالشعور الإنساني.

كما عبر الفيلم بشكلٍ أوضح عن وجهة نظر المصممة، وقد لاحظنا في هذه المجموعة غياب الزخارف الزاهية، وهنا سمحت سارة بورتون لنفسها بإضفاء التغييرات على نهج ألكسندر مكوين مع الحفاظ على الجوهر ذاته، وباستلهامها طرق عملٍ جديدةٍ من فيلم Edward Scissorhands، لم تسمح سارة بورتون بظهور تصاميم تقليدية، فتم تنسيق الجواكيت الجلدية مع أكمامٍ منفوخةٍ من الشيفون، والمعاطف التقليدية دُمجت مع الجواكيت المنفوخة، وفساتين البوبلين حورت إلى قمصان.

وبالرغم من صعوبة ظروف العمل، إلا أن سارة بورتون تمكنت من تقديم مجموعةٍ توحي بدمج ماضي وحاضر دار الكسندر مكوين، وقد تم تنفيذ هذا الدمج بأكثر الطرق إبداعاً وروعة.

مجموعة ألكسندر مكوين ربيع وصيف 2021 للرجال

تم تصميم هذه المجموعة بجوهر المجموعة السابقة ذاته، حيث صرحت سارة بورتون أن تصميم هذه المجموعة بدأ على الطاولة المشتركة التي استخدمها ألكسندر مكوين بالاشتراك مع فريق عمله عند بداية انضمامها لهم، وكما قالت سارة بورتون: ” لا يوجد تسلسلٌ هرميٌ للأفكار، بل هي عمليةٌ تعاونيةٌ”.

تنوعت القصات والتصاميم في هذه المجموعة، لكن الجوهر لم يكن قابلاً للتغيير، فقد قامت سارة بورتون بتقديم مجموعةٍ تحمل روح تصاميم ألكسندر مكوين السابقة وتتحلى في الوقت ذاته بلمسةٍ عصريةٍ ونظرةٍ شابةٍ وحيويةٍ.

تميزت هذه المجموعة بإعادة إحياء الطبعات على الأزياء الرسمية، وإدخال اللون الأسود الصافي في عدة تصاميم، وكشفت عن منهج تفكيرٍ وإبداع، كما شكلت قاعدةً لبناء عرض أزياءٍ متكامل، كذلك رأينا في هذه المجموعة تهجين عدة قصاتٍ بهدف خلق تصاميم تجمع الأساس التقليدي واللمسة العصرية، فقد قامت سارة بورتون بدمج الجواكيت الجلدية مع سترات الفرق الرياضية، وصبغت جواكيت لاعبي الكريكت باللون الأسود، كما قامت بتصميم ستراتٍ بجهةٍ أماميةٍ مزدوجةٍ وجيوبٍ رسميةٍ.

كذلك نلاحظ الألوان المتدرجة لبعض الأزياء المصبوغة بطريقة الغمس، وبعض التفاصيل الجريئة والواضحة التي تنم عن نظرةٍ إبداعيةٍ وخلاقةٍ لتقديم مجموعةٍ أخرى رائعة تليق بمؤسسةٍ عريقةٍ كدار ألكسندر مكوين للأزياء.

عادةً ما يتم وصف الفن بالذاتية، وبالرغم من أن ذاتية الفن وموضوعيته ما زالا من أكبر النقاشات القائمة، إلا أنه لا يمكننا إنكار أن الفنون وخصوصاً الحديثة منها ذاتيةً بعض الشيء، بمعنى آخر، إن ذاتية الفن تتمحور حول رؤية المشاهد وتفسيره للفن وتقييمه لجماليته، وربما كان خيار سارة بورتون بعدم إجراء مقابلاتٍ صحفيةٍ حول هذه المجموعة خياراً صائباً، فقد تركت للمشاهد أن يضع آراءه الخاصة حول المجموعة دون أي تدخلٍ من الفنان ودون أية محاولةٍ لتفسير أو فرض نظرته.

كانت هذه المجموعة بلا شك من أجمل ما قدمته دار الكسندر مكوين للأزياء، وبالرغم من أن الكسندر مكوين لم يكن حاضراً، إلا أن هذا العرض جعل كلاً من المدير السابق والمديرة الحالية للدار فخورين بما يتم تقديمه من أعمالٍ فنيةٍ ستصنف يوماً ما كإبداعات ماضٍ يلهم أجيالاً من المصممين والمبدعين الشباب.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *